الاثنين، 23 يوليو 2018

إعلام داعش.

 إعلام داعش ودوره في التغرير بالناس وفي بثِّ الرعب:


       يعتمد تنظيم الدولة الإسلامية في الترويج لمنهجه المخالف لمنهج المجاهدين وعلمائهم على سياسة التدرج، ولتنفيذ هذه السياسة فإنَّه يعتمد على منابر رسمية ومنابر رديفة، فالمنابر الرسمية هي مؤسساته الإعلامية، ومنها: الاعتصام، والفرقان والحياة، والمنابر الرديفة: مؤسسة البتار، ومجلة دابق، وعبوة لاصقة، وترجمان وغيرها.
      فإذا أراد تنظيم الدولة أن يفرض رؤية معينة فإنَّه يوكِّل الأمر في البداية للإعلام الرديف، ثمَّ يتبنَّاه الجيش الإلكتروني الذي يقوم به الأنصار السذج، وبعد أن يتأكد القائمون على الإعلام الرسمي في جماعة الدولة أنَّ رؤيتهم الجديدة قد أصبحت مُتقبلةً من الأنصار يتمَّ اعتمادها وإعلانها في إعلامهم الرسمي، فمثلاً: لو رجعنا إلى بداية الخلاف بين جبهة النصرة وقيادة جماعة الدولة، سنجد أنَّ الإعلام الرديف بدأ بإسقاط جبهة النصرة ورموزها الجولاني، والقحطاني، ثمَّ تبنَّاه الجيش الإلكتروني! وبعد أن يتقبلها أنصارهم يظهر الإسقاط والتشويه من المؤسسات الرسمية في الفرقان والاعتصام، ثمَّ على لسان متحدثهم الرسمي أبي محمد العدناني، وكذلك إسقاط الشيخ الظواهري: بدأ من الإعلام الرديف أولاً، ثم تبنَّاه الجيش الإلكتروني، ثمَّ تظهر في إصداراتهم الرسمية، ثمَّ على لسان متحدثهم! وكذلك الحال في إسقاط طالبان والشيخ الملا عمر: بدأ به إعلامهم الرديف، ثمَّ الجيش الإلكتروني، ثمَّ مجلة دابق، ثمَّ مؤسساتهم الرسمية، ثمَّ على لسان متحدثهم! وكذلك إسقاط الشيخين أبي محمد المقدسي وأبي قتادة الفلسطيني: بدأ في إعلامهم الرديف، ثمَّ تبناه الجيش الإلكتروني، ثمَّ مجلة دابق، وبعد ذلك في إعلامهم الرسمي وعلى لسان متحدثهم.
        وبهذه السياسة الإعلامية الخطيرة ستستمر قيادة الدولة بإسقاط الجهاد النقي واستبداله بجهاد مشبوه، تجمع فيه حقا وباطلا للتلبيس والإيهام. وبعد أن تتحقق الأهداف كاملة بإسقاط الجهاد وإسقاط علمائه وقادته سيظهر الوجه الحقيقي لهذه الدولة التي رفعت شعار الشريعة وشعار نصرة المسلمين. وقيادة الدولة تراهن على أمرين خطيرين:- 
1- جهل أتباعها وضعف تحصيلهم العلمي.
2- سذاجة الأنصار وسهولة خداعهم بالشعارات البراقة والفتاوى المضلل، استمرار أنصارها وجنودها بهذه السذاجة في التعاطي مع التصرفات المشبوهة ستضاعف الخطر وستجعلنا أمام صدمة عنيفة قادمة تتلقاها الشعوب المسلمة.([1])
     ولقد شهدت الهيئة الإعلامية لتنظيم داعش تطوراً كبيراً بالشكل والمحتوى، وتتمتع بدعمٍ وإسنادٍ كبيرٍ، ويسعى التنظيم من خلال جهازه الإعلامي إلى تثبيت صورة مقاتليه الجهادية التي لا تقهر، ويحرص على تصويرِ تكتيكاته القتالية العنيفة، وإظهارِ مهارات مقاتليه المرعبة، فقد أصدر سلسلة من الأفلام المتقنة، أطلق عليها "صليل الصوارم"، بدءا من صليل الصوارم(1)، يوليو 2012، وصليل الصوارم(2)، أغسطس 2012، وصليل الصوارم(3) يناير 2013، ثمَّ صليل الصوارم(4) أمايو 2014م.
         ولنشر التخويف وبث الإرهاب في النفوس:
       قام تنظيم داعش بعد سيطرة على محافظة الموصل العراقية - في يوم 10 يونيو 2014م- بنشر سلسلة من الأشرطة الترهيبية تختص بعمليات قطع الرؤوس، بدأها بشريط مصور بعنوان "رسالة إلى أمريكا"، يقوم فيه عضو ينتمي إلى داعش بقطع رأس رهينة أميركي يُدعى "جيمس فولي"، ثمَّ قامت داعش بعد أيام قليلة، وفي يوم 2 سبتمبر 2014م بنشر شريط آخر، يحمل العنوان نفسه، يتضمن قطع رأس رهينة أميركي ثانٍ، يدعى "ستيفن سوتلوف"، وكلا الرهينتين صحافيان أمريكيان، ثمَّ بثَّت داعش في يوم 14 سبتمبر 2014م شريطاً مصوراً آخر بعنوان: "رسالة إلى حلفاء أمريكا"، يقوم فيه أعضاؤه بقطع رأس رهينة بريطاني لدى داعش، يدعى "ديفيد هينز"، وفي يوم 3 أكتوبر 2014م بثت داعش شريطا تقوم فيه بقطع رأس رهينة بريطاني آخر يدعى "ألن هينينغ"، وفي يوم 16 نوفمبر 2014م بثت داعش شريطا،ً تقوم فيه بقطع رأس رهينة أميركي يدعى "بيتر كاسيغ"، وفي يوم 27 يناير 2015م بثت داعش شريطاً بصوت الرهينة الياباني "كينجي غوتو"، يبيِّنُ فيه تنفيذ عملية قطع رأس "هارونا يوكاوا"، ثمَّ أتبعه في يوم 30 يناير 2015م بشريط يقوم فيه التنظيم بقطع رأس الرهينة الياباني "كينجي غوتو".


[1]- أسرار السياسة الإعلامية للدولة الإسلامية ودوره في تأصيل رؤيتها ومنهجها لدى الأتباع: لقب الكاتب نفسه بالسياسي المتقاعد، منشور في موقعhttp://justpaste.it/ivj7)).

أ. د صالح حسين الرقب



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق