الاثنين، 23 يوليو 2018

تاريخ داعش : حجي بكر أخطر رجال داعش


حجي بكر أخطر رجال داعش:


   حجي بكر اسم حركي واسمه الحقيقي: "سمير عبد محمد نايل الخليفاوي نايل سمير"،  كان عقيد ركن طيار في جيش الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وعضو سابق في قيادة حزب البعث لبذي كان يقوده صدام، وهو الشخصية العسكرية الأولى في تنظيم الدولة الإسلامية، والشخصية الفعَّالة، وتأثيره كان قوياً حتى على الخليفة البغدادي نفسه، فهو من نصَّب البغدادي خليفة، وكان اليد اليمنى لأبي بكر البغدادي، عمل في إنتاج السلاح الكيماوي وتطوير الأسلحة في التنظيم، تسلَّم مسؤولية المجلس العسكري للتنظيم، وتسلم عام 2012م وزارة التصنيع العسكري للتنظيم، وقد عمل في بدايات عمله العسكري مع الجيش الإسلامي، واعتقل في سجن بوكا، غادر إلى سوريا لتطوير الأسلحة، وقتل في سوريا في شهر كانون الثاني عام 2014م. وقد وضع العقيد حجي بكر مستشارين سماهم "مجلس شورى دولة العراق" من سبعة أشخاص إلى ثلاثة عشر شخصاً، ليس فيهم أحد من غير العراقيين خوف الاختراق كما زعموا، والصواب خوف أن يفضح مخططهم من وراء وجودهم على رأس قيادة التنظيم.
       لم يكن العقيد حجي بكر ضمن قيادة التنظيم حتى مصرع الخليفة الأول أبي عمر البغدادي، كان يعيش في محافظة الأنبار وتحديداً في الفلوجة، وفي تلك الفترة الساخنة الدامية من المواجهة بين التنظيمات المسلحة والقوات الأمريكية والعراقية تقدَّم وسطاء باسم شخصية غامضة - المكنى بحجي بكر- إلى أبي عمر البغدادي، وهو الذي عرض خدماته العسكرية على تنظيم البغدادي للاستفادة من خبرته السابقة في الجيش، وقام هؤلاء الوسطاء بتزكيته أمام القائدين الفعليين لدولة العراق الإسلامية، أبي عمر البغدادي وأبي حفص المهاجر، وتمَّ قبوله دون أن يلتقي الطرفان، وبشرط تعريفهم بقيادات ومعلومات مفيدة حول ضباط الجيش العراقي، الذين يمكن ضمِّهم للتنظيم، ولم يكن هناك أيُّ معرفة سابقة بين البغدادي والعقيد السابق، ولكن وسطاء نجحوا في إيصاله إلى أبي عمر([1])، وتحقَّق اللقاء بينهما بعد شهور، وكان دخول حجي بكر لتنظيم الدَّولة مقدمة لحدوث تغيير نوعي في العمليات العسكرية. 
     تمَّ تقريب العقيد بكر تدريجياً من قيادة دولة العراق كمستشار عسكري في البداية بعد أن خطَّطَ لعمليات نوعية هزَّت بغداد، والعديد من المحافظات وأغرقتها بالدماء والأشلاء، ونجح التنظيم في اغتيال شخصيات سياسية وعسكرية في الدَّولة العراقية. وأظهر الحاج بكر تمسكه بفكر القاعدة الجهادي، وأعلن توبته –الظاهرة- من حزب البعث، وقام لاحقاً بتزويد قيادة التنظيم بمعلومات عسكرية خطيرة، وربطهم عبر وسائل الاتصال بقيادات عسكرية سابقة تابعة لفلول حزب البعث، وبعضها عاد للقوات الأمنية.
      قاد دهاءُ العقيد حجي بكر وحنكته وخبرته المذهلة إلى تقريبه سريعاً من قيادة دولة العراق في غضون أسابيع قليلة من انضمامه لهم، بحيث شعرت أنَّها كسبت كنزاً عسكرياً، وقيادياً متميزاً ضليعاً في شؤون الإرهاب والاغتيالات، وجمع الإتاوات للحزب التي وصلت خلال أشهر إلى ملايين الدولارات. كانت الفرصة سانحة للعقيد بعد مصرع المهاجر وأبي عمر البغدادي حيث سقطت عليهما قذيفة في وكرهما المموه في الصحراء قرب (الرزازة)، دون أن يتعرض العقيد حجي بكر لأيِّ أذىً، وصرع القياديان اللذان كانا من أكبر قيادات الدَّولة الإسلامية وأبرزها في لحظة واحدة، ليصبح بعدها العقيد حجي بكر القائد الميداني الفعلي للتنظيم وعقله المدبر، رغم عدم تسلمه قيادة الدَّولة الإسلامية.
     وفي تلك الفترة التي تعرَّض فيها التنظيم لنكسة قوية، كادت تقصم ظهره، لم يسأل أحد من كوادر الدَّولة الإسلامية وخلاياها النائمة المنتشرة في العديد من المحافظات العراقية، كيف نجا العقيد بكر من تلك الغارة بأعجوبة! ولماذا لم تطارده الأجهزة الأمنية العراقية التي عرفت دوره الكبير في تنفيذ ما عرف بالأيام الدامية في بغداد عام 2009م؟، ولم يتعرض لأي أذى في تلك الغارة المباغتة رغم أنَّه كان ملازماً دوماً لقائدي التنظيم.!!([2])
       وقد كشفت زوجة العقيد بكر حجي الكثير من أسرار الدور الخطير لزوجها، ولعلَّ من الأسرار ما كشفته مجلة دير شبيغل الألمانية من أنَّ ضابطاً سابقاً في جيش الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان أهمَّ استراتيجي في تنظيم "داعش" عندما سيطر هذا الأخير على شمال سوريا، التي حرَّرها الثوار من سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد، وقالت دير شبيغل الألمانية: وحينما عرف الرجال لاحقاً هوية من قتلوه قاموا بتفتيش المنزل، وجمعوا كلَّ الحواسب الآلية وجوازات السفر، والهواتف الخليوية، وشرائح الاتصال، وجهاز تتبع المواقع، والأهم من كل ما سبق هو كل ما وجدوه من وثائق، ولم يعثروا على أية نسخ من القرآن الكريم في أي مكان من المنزل، وبعد مقتل حجي بكر اعتقل الثوار زوجته، وفيما بعد قام الثوار بمبادلتها برهائن الدولة الإسلامية من الأتراك بطلب من أنقرة، وقد كانت وثائق حجي بكر الثمينة التي تم اكتشافها مخبأة في غرفة بقيت فيها عدة أشهر.([3])
5- أبو مسلم التركماني: نائب الخليفة أبي بكر البغدادي، واسمه الحقيقي "فاضل عبد الله أحمد الحيالي"، وهو من مواليد قضاء تل أعفر الواقع غرب الموصل، وهو ضابط سابق في الحرس الجمهوري وكان على وشك حصوله على رتبة عقيد، لكن الأحداث التي حصلت بعد 2003م، ودخول القوات الأمريكية إلى العراق حالت دون ذلك، ويصف مقربون من التركماني أنَّه كان من أكثر الضباط العراقيين البعثيين ولاءً للرئيس العراقي السابق صدام حسين، وأنَّه رجل حرب، له ثقافة عسكرية واسعة، إلا أنَّ فكر التركماني بدأ بالتغير في السنوات الأخيرة ما قبل الاحتلال، حيث بدأ يميل إلى الفكر السلفي، ولكن دون الإفصاح عن ذلك بشكل علني، والذي يقود العمليات العسكرية في التنظيم هو التركماني، وليس الخليفة البغدادي، وقيل: إن التركماني أقنع البغدادي بعدم فتح جبهة مع تركيا.
6- أبو عبد الرحمن البيلاوي: اسمه الحقيقي "عدنان إسماعيل نجم"، والملقب بأبـي عبد الرحمن البيلاوي، رئيس المجلس العسكري، وعضو مجلس الشورى مواليد 1971م، يلقب أيضاً بــــأبي أسامة البيلاوي، اعتقل بتاريخ 27/1/2005م، وكان معتقلاً في سجن بوكا السجن نفسه الذي حُبس فيه أبو بكر البغدادي، ويشغل حالياً منصب رئيس مجلس شورى الدَّولة، وعضو المجلس العسكري العام التابع لإمارة التنظيم، تمَّ قتله في العراق في منطقة الخالدية.
7- أبو مهند السويداوي: اسمه عدنان لطيف حامد السويداوي، خرج أبو مهند السويداوي من السجن بعد تَسلُّم  أبي بكرٍ البغدادي للخلافة بـفَتـْرة قليلة، وكان قَبْل أن يسجن قد بايع تنظيم الدَّولة. وأبو مهند السويداوي عميد بعثي سابق في جيش صدام، وكان قد اعْتُـقِل لصلته بـنائب الرئيس صدام عزّت الدوري. وعند خروجه من السجن احتجّ على تعيين حجي بكر قائدًا عسكريًّا للتنظيم، فـَعَمَد أبو بكر إلى إرضائه وإقناع حجي بكر بِـتَرْك المنصب له، وتمّ تجميد حجي بكر لفترة، وقد قتل أبو مهند بغارة جوية لطيران التحالف الدولي بمنطقة الرماَّنة الحدودية مع سوريا.
8- عاصي العبيدي: عقيد ركن قائد لواء في الحرس الجمهوري الخاص بصدام، وهو عراقي بعثي أيضاً. وهذا يدلًّ على أنَّ داعش تدار بعقلية المخابرات القمعية، وعندما كان معتقلاً في سجن أبي غريب وجد عنده جهازا جوال وتلفاز، وخرج من السجن إلى سورياً، ويوجد في العراق مئات من القادة البعثيين، وخاصة من الولاة.([4])
9- أبو ركان العامري: رئيس مجلس الشورى، وهذا المجلس مكون من 9-11 عضو يتمًّ تعيينهم من قبل البغدادي نفسه، يقدم -كما يزعمون- النصح للخليفة البغدادي ويشرف على شؤون الدولة، ومن واجبات مجلس الشورى تقديم التزكية بين يدي البغدادي لولاة الولايات، وأعضاء المجلس العسكري، ويستطيع أعضاء المجلس عزل أمير التنظيم نظرياً، غير أنَّ تطبيق هذا الأمر فعلياً مستبعد.


[1]- أي هناك أيد خفية دفعت به إلى اختراق داعش، وليكون صاحب الكلمة الأولى في جماعة داعش، مستغلاً ضعف شخصية أبي بكر البغدادي، ليقوم بدوره الذي دفع من أجله ليكون قريباً من الخليفة، وهذا يوضحه ما سنذكره عن شخصية العقيد حجي بكر.
[2]- انظر وثائق خطيرة تكشف أسرار وحقيقة تنظيم الدَّولة الإسلامية في العراق والشام: عزيز الدفاعي، الثلاثاء، 18 شباط 2014م. موقع كتابات: ورئيس التحرير إياد الزاملي.
[3]- انظر المصدر السابق.
[4]- انظر الحلقة الثالثة من حلقات كواليس الثورة : داعش من الألف إلى الياء: للباحث موسى الغنامي ((http://justpaste.it/iwff، حيث تحدث عن معظم قيادات داعش.


أ. د صالح حسين الرقب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق