الاثنين، 23 يوليو 2018

تاريخ داعش : تشكيلة قيادة تنظيم الدَّولة الإسلامية.


 تشكيلة قيادة تنظيم الدَّولة الإسلامية.


      إنَّ مجلس قيادة "داعش" يتألف معظمه من شخصيات عراقية، والبغدادي نفسه لا يقبل أيَّ جنسية أخرى، كونه لا يثقُ بأحدٍ، ولأنَّه شديد الحذر والتوجس من الاختراق والغدر به،([1]) وإنَّ عدد أعضاء المجلس العسكري يزيد وينقص، ويتراوح بين 8-13 شخصاً، وإن قيادة المجلس العسكرية يتولاها ثلاثة ضباط سابقين في الجيش العراقي في عهد صدام حسين، وهم تحت إمرة العقيد الركن السابق في الجيش العراقي الذي يُدعى حجي بكر، الذي انضمَّ إلى دولة العراق الإسلامية عندما كانت بقيادة أبي عمر البغدادي الذي قُتل عام 2010م، وقد قتل حجي بكر في سوريا 2014م.([2])  
ملاحظة: القيادة للدولة الإسلامية ليست ثابتة، فما أذكره عن القيادة للدولة الإسلامية، فمنهم من قتل، ومنهم من لازال على قيد الحياة، ونشير أحياناً – بحسب المصادر المتوفرة بين أيدينا- إلى القائد الجديد الذي يحتل مكان القائد الذي قتل، أو تمَّ عزله.
       وقد كشف مركز بروكينغز - في الدوحة بقطر- هرم التشكيلة القياديَّة وطبيعتها التي تسير داعش، في العراق وسوريا، التي يهيمن عليها العراقيون، وخاصة بعض الضباط العسكريين العراقيين السابقين، وقال تشارلز ليستر - الذي وضع القائمة التي تضم حوالي 45 اسماً- :إنَّ القيادة الكاملة للتنظيم الخاضع للبغدادي، تقوم على مجموعة كبيرة من العراقيين وبعض الأجانب، من دول عربية وغربية مختلفة، وذلك في إطار ورقة عمل تحمل عنوان "تحليل معالم التنظيم."
    تنقسم قيادة جماعة الدولة إلى قسمين: ورأس الهرم فيها أبو بكر البغدادي.

أولا: القيادة الشرعية:

      إنَّ أوَّل من تولى قيادة الهيئة الشرعية: أبو علي الأنباري، وهو الذي تولى في البداية المسؤول الشرعي والأمني، ثمَّ تولى منصب رئيس الهيئة الشرعية أبو محمد العاني، ومن قيادتهم الشرعية: أبو محمد العدناني سوري وهو المتحدث الرسمي، واسمه الحقيقي طه صبحي فلاحة، سوري من إدلب أعلن الولاء لأبي مصعب الزرقاوي في2002 -2003 م، كان مُدرّباً عسكرياً، سجنته القوات الأمريكية في أواسط العقد الأول من القرن الحالي. ومن قياداتهم الشرعية: عثمان آل نازح، سعودي الجنسية حاصل على الماجستير في أصول الفقه في جامعة الملك خالد بمدينة أبها السعودية، وهو يحتل مركزاً في داعش مثل وزير الأوقاف في الدول العربية، وهو شخصية ضعيفة، وقد استغلت داعش آل نازح في مخادعة السعوديين للتأثير فيهم، وضمان استمرارهم في الكتائب للقتال داخل سوريا، ومن قياداتهم الشرعية: عمر القحطاني وهو شابٌ سعوديٌ صغيرٌ عمره لا يزيد عن 27 سنة، وكان السعودي أبو علي الحربي أحد المسؤولين الشرعيين في تنظيم داعش قد هرب إلى تركيا، وقام بتسليم نفسه للسفارة السعودية هناك. وقد تمَّ تعيين السعوديين في القيادة الشرعية لداعش لجذب الشباب السعودي لدولتهم.([3])

ثانياً: القيادة العسكرية:

     تتكوَّن القيادة العسكرية من ثلاثة أشخاص، وهم ضباط سابقون، كانوا من القيادات العسكرية العاملة في جيش الرئيس العراقي السابق صدام، ومنتمون لحزب البعث، وقد ترأس هؤلاء الثلاثة: العميد الركن حجي بكر الضابط السابق في جيش صدام البعثي.
      ونذكر هنا أهمَّ الشخصيات القيادية لدولة داعش العسكرية وغيرها.
1- القائد العام: أبو بكر البغدادي: واسمه الحقيقي (إبراهيم عواد إبراهيم عبد المؤمن علي البدري) "أبو دعاء"، خليفة ما يسمى "دولة العراق والشام الإسلامية"، وقد قيل إنَّه كان في زمن النظام العراقي إماماً لجامع أحمد بن حنبل في سامراء، وأيضاً إماماً وخطيبا لجامع الكبيسي في منطقة الطوبجي في بغداد، وأيضاً إماماً وخطيباً لأحد المساجد في الفلوجة عام 2003م، وقد اعتقلته قوات التحالف بتاريخ 04/01/2004م، وأطلق سراحه في شهر كانون الأول عام 2006م.([4])
      زعم أتباعه أنَّه حاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الإسلامية، كما زعموا بأنَّه كان أستاذاً جامعياً في جامعة تكريت، لَكنْ قد ثبت بالدليل أنَّه لم يحصل على درجة الدكتوراه، بل قدّم رسالة دكتوراه في علم التجويد، ولَمْ يَنَلْها أصلاً، لظروف الغزو الأمريكي على العراق. فَهُو إذن ليس دكتوراً متخصصاً في الشريعة الإسلامية كما زعم مروجو داعش الشرعيون. وممَّا يدلًّ على عدم حصوله على درجة الدكتوراه في الفقه أنَّ من كتب عنه من شرعيي داعش لم يذكر عنواناً لرسالته، ولا موضوعها الرئيس، ولا اسم الأستاذ المشرف عليها، ولا اسم الجامعة أو الكلية التي قدَّم رسالته فيها لمناقشتها،([5]) ولذا وجدنا صاحب كتاب:(مد الأيادي لبيعة البغدادي) أبو همام بكر بن عبد العزيز الأثري يبالغ في تفقه البغدادي وعلمه، دون أن يذكر ما يدلُّ على قوله سوى أنَّ للبغدادي اطلاعاً واسعاً في علوم التاريخ والأنساب الشريفة، وأنَّه أتقن القراءات العشر للقرآن الكريم، وأنَّ له من الكتب المطبوعة :رسالة الماجستير في الدراسات القرآنية، ورسالة الدكتوراه في الفقه، وكتاب في أحكام التجويد.([6]) دون أن يحدِّد عناوينها، إذ لو كان قوله صحيحا لذكره، ولو كانت مطبوعة كما زعم، لأظهرها هو وغيره ممَّن سوَّد الصفحات في مدح البغدادي، والثناء على علمه، مع ملاحظة وجود تباين في التخصص بين مرحلتي الماجستير" دراسات قرآنية"، والدكتوراه "الفقه".

عدم صحة نسب البغدادي للنبي عليه السلام.

      قد أصدر مفتي داعش الشرعي تركي البنعلي والمشهور بأبي همام بكر بن عبد العزيز الأثري كتيباً أسماه:(مد الأيادي لمبايعة البغدادي)، اخترع فيه نسباً شريفاَّ للخليفة البغدادي جعله يمتد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، دون أن يذكر مصدراً واحداً من كتب التاريخ أو الأنساب يؤكَّد هذا النسب الشريف، فزعم أنَّه من أحفاد عرموش بن علي بن عيد بن بدري بن بدر الدين بن خليل بن حسين بن عبد الله بن إبراهيم الأواه بن الشريف يحيى عز الدين بن الشريف بشير بن ماجد بن عطية بن يعلى بن دويد بن ماجد بن عبد الرحمن بن قاسم بن الشريف إدريس بن جعفر الزكي بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب وفاطمة بنت محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
     لذا وجدنا من أثبت بالدليل أنَّ تركي البنعلي سرق نسب الشيخ صبحي السامرائي - شيخ السنة في العراق صبحي بن جاسم البدري السامرائي الحسيني- وادعى أنَّه للبغدادي، فالخليفة أبو بكر ليس من نسب الحسن ولا الحسين بن علي رضي الله عنهما،!.([7]) وبهذا يظهر كذب شرعيي ومفتيي داعش فيما ادعوه، وهذا ممَّا يخدعون ويغررون به الشباب المسلم، الذي يكنَّ بالاحترام والتقدير للنَّبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته رضي الله عنهم، ولأنً الشباب المسلم يحفظ حديث النبي صلى الله عليه وسلم "الأمراء من قريش".([8])
      ولقد بحثت عن ترجمة لحياة شيخ السنّة في العراق صبحي بن جاسم البَدْري السامَرّائي الحُسيني رحمه الله تعالى الذي عاش ما بين 1355ه-1434ه، فوجدت التالي: "هو المحدّث المحقق المسند النسابة، بقية أهل الحديث في العراق، السيّد الشريف: أبو عبد الرحمن، صبحي بن السيد جاسم بن حُمّيِّد بن حمد بن صالح بن مصطفى بن حسن بن عثمان بن دَوْلَة بن محمد بن بَدْري بن عَرْموش بن علي بن عيد بن بدري بن بدر الدين بن خليل بن حسين بن عبد الله بن إبراهيم الأواه بن الشريف يحيى عز الدين بن شريف بن بشير ابن ماجد بن عطية بن يعلى بن دُوَيد بن ماجد بن عبد الرحمن ابن قاسم بن الشريف إدريس بن جعفر الزكي بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب".([9]) فهذا دليل آخر على سرقة شرعيي داعش نسب الشيخ صبحي السامرائي وإلصاقه بخليفتهم الموهوم علماً ونسباً.


[1]- إنَّ عدم السماح لغير العراقيين يكونوا في أعلى سُلم القيادة يضع علامات الاستفهام عن الدور المنوط بدولة داعش في المنطقة، كما ظهر بعد ذلك من وجودها في أكثر من بلد عربي وإسلامي.
[2]- انظر وثائق خطيرة تكشف أسرار وحقيقة تنظيم الدَّولة الإسلامية في العراق والشام: عزيز الدفاعي، الثلاثاء، 18 شباط 2014م. موقع كتابات: ورئيس التحرير إياد الزاملي.
[3]- انظر الحلقة الثالثة من حلقات كواليس الثورة : داعش من الألف إلى الياء: للباحث موسى الغنامي ((http://justpaste.it/iwff، حيث تحدث عن معظم قيادات داعش.
[4]- انظر: تنظيم القاعدة في العراق: موقع بوابة الحركات الإسلامية (http://www.islamist-movements.com/2602). وتنظيم الدَّولة النشأة والأفكار: مركز صناعة الفكر للدراسات والأبحاث ص9. وموقع الرقة تذبح بصمت (http://www.raqqa-sl.com/?p=429).
[5]- انظر مد الأيادي لبيعة البغدادي: إعداد أبي همام بكر بن عبد العزيز الأثري ص 3.
[6]- انظر المصدر السابق ص3.
[7]- المهندس إبراهيم عامر في دراسته: مدوا الأيادي لصفع البغدادي كم أب مجهول، في نسب البغدادي المنحول؟ وقد أصدرها يوم الأربعاء 14/12/ 1435ه-8/10/2014م.

[8]- صحيح البخاري - كتاب الأحكام - باب الأمراء من قريش، رقم  6720.

[9]- نعمة المنان في أسانيد شيخنا أبي عبد الرحمن (وهو ثبت الشيخ صبحي السا مرائي): محمد بن غازي بن داوود القرشي البغدادي، ص 11. وتاريخ علماء بغداد في القرن الرابع عشر: الشيخ يونس السامرائي ، طبع سنة 1978م، ص285، وأعلام المدرسة الحديثية البغدادية المعاصرة، بحث منشور للدكتور عبد القادر بن مصطفى المحمدي، بحث مقدم في المؤتمر العلمي الثاني في جامعة الأنبار 12 جمادي الأول/1433هـ، ص 13.

أ. د صالح حسين الرقب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق