الاثنين، 23 يوليو 2018

تاريخ داعش : القيادة في سوريا.

     تتكون القيادة في سوريا من أغلبية عراقية، بعضهم قُتِلَ في سوريا:


1- المقدم أبو أيمن العراقي: اسمه علي أسود الجبوري، كان أحد القادة الرئيسيين لتنظيم (داعش)، وعضواً في المجلس العسكري للتنظيم، وهو يحمل سابقاً رتبة مقدم في استخبارات الدفاع الجوي في زمن صدام حسين.
2- أبو لقمان: اسمه الحقيقية علي موسى الشواخ، خريج حقوق، وهو والي الرقة والمسؤول عن عمليات الإعدام التي جرت في الرقة، وأهمها إعدام أبي سعد الحضرمي أمير جبهة النصرة في الرقة.
3- خلف الذياب الحلوس: اسمه داخل التنظيم "أبو مصعب الحلوس"، واسمه بين أبناء قريته وعمومته "أبو ذياب"، مواليد قرية گنيطرة إحدى قرى بلدة سلوك.
4- أبو عمر قرداش: اسمه داخل التنظيم "المدمر"، وأصله تركماني من تل أعفر، وهو ضابط سابق في الجيش العراقي، ومن المخلصين آنذاك لصدام، وهو المسؤول الأمني العام لداعش في سوريا والعراق، ويشرف شخصياً على العمليات الانتحارية واختيار الانتحاريين.
5- أبو عمر الملاكم: عراقي الجنسية، كان ضابطاً وعمل مخبراً سابقا بالموصل، هرب من سجن تسفيرات في تكريت بالعراق، وقد دخل الأراضي السورية بطلب من الخليفة البغدادي ليكون المراقب الأوَّل على الجبهة آنذاك.
6- العقيد مازن نهير: كان يظهر بين الحين والأخر مع صديقه الحميم حجي بكر، ويحضر معه بعض اللقاءات مع أبي عمر البغدادي والمهاجر بصفته متعاوناً مع التنظيم، وهو عضو غير رسمي، وكان دوره اختراق النظام والمؤسسة الأمنيَّة الحكومية، وكان حريصاً على أن لا يظهر مع قيادة التنظيم ولا مجالستهم، ويتجنب أن يراه الكثيرون، حتى من المقربين من أبي عمر البغدادي .
7- محمود الخضر: اسمه داخل التنظيم "أبو ناصر الأمني"، أحد أهم ثلاث مجرمين في الرقة، ولديه كل الوثائق حول الاغتيالات والمعلومات الأمنية، وتصبُّ عنده كلًّ الخيوط، وهو دائماً يلبس قناعاً، وعلى القناع قناع آخر شفاف، كي لا يُعرف من عيونه، كما كان دائم الحرص على عدم التكلم، لكي لا يُعرف من صوته، ويرتدي كفوفاً، لكي لا يعرف من لون جسده.
8- أبو عبد الرحمن الأمني: سوري يدعى "علي السهو"، طالب هندسة زراعية من دير الزور، وهو من قرية الجايف التابعة لمدينة الرقة.
9- أبو علي الشرعي: واسمه فواز المحمد الحسن الكردي، الملقب أبو علي الشرعي، وهو من بلدة الكرامة بالرقة، وعرف عن أبي علي أنه كان يعمل حداداً مسلحاً، ثم شغل منصب الشرعي العام للتنظيم، وليس لديه أي علم شرعي، ولم يعرف عنه سوى أنَّه من معتقلي سجن صيدنايا في أوائل التسعينيات، وهي صفة يعتبرونها ميزة يتفاخر بها كلُّ قادة التنظيم على حد تعبيرهم، وهو من أهم الشخصيات في تنظيم الدولة على المستوى المحلي، وأكثر الشرعيين دموية، حيث أقدم على إعدام أكثر من 200 شخص، بينهم مدنيون وعسكريون يتبعون لتنظيمات إسلامية، وفصائل من الجيش الحر، قام التنظيم بإقالته من منصبة نتيجة سمعته السيئة لأحكامه القاسية، وتمَّ عزله ووضعه تحت الإقامة الجبرية، إلا أنَّ أبا علي عاد للواجهة من جديد، ليكمل التنظيم سياسة استخدام أصحاب السمعة السيئة لبثِّ الرعب، ثمَّ يقوم بعزلهم، لتلميع صورته بهذه المنطقة أو تلك، ولإظهار أنَّ التنظيم يعاقب المتجاوزين من عناصره وأمرائه .
10- أبو أنس العراقي: المسؤول العسكري لتنظيم داعش في سوريا،
لا تتوافر عنه معلومات، وقد التحق بتنظيم القاعدة بداية عام 2007م، ثم اختفى عن الأنظار قبل أن يبرز مرة أخرى كقيادي في تنظيم داعش، وقيل: إنَّه قُتل في معركة مع الجيش العراقي، وقيل: إنَّه كان مسؤولاً شرعياً في تنظيم الدولة.
11- أبو همام بكر بن عبد العزيز الأثري: يعد من شرعيي داعش، واسمه الحقيقي: تركي البنعلي بحريني الجنسية، وهو أحد قادة الدولة الإسلامية في سوريا، وهو واحد ممن كتب السيرة الأولى لحياة أبي بكر البغدادي في كتابه:(مد الأيادي لبيعة البغدادي).

رابعا: لماذا نجد معظم قيادة داعش بعثية!!؟

      قد لوحظ – كما بينَّا سابقا- أنَّ معظم قيادة تنظيم داعش من العراقيين المنتمين لحزب البعث العراقي، وفي نفس الوقت كانوا من القادة العسكريين في الجيش، أو جهاز الاستخبارات العراقي زمن الرئيس السابق صدام حسين، ومعلوم أنَّ حزب البعث ما كان يضمُّ في صفوفه إلاَّ من كان مخلصاً لحزب البعث العراقي وأفكاره ولزعامة التنظيم الرئيس صدام، وكان الحزب يحارب بشدة وبقسوة أيَّ نشاط إسلامي لأيِّ جماعة إسلامية، ولم يسلم من اضطهادهم حتى العلماء، الذين كانوا يتعرضون للملاحقة والسجون، والدعاة الذين كانوا يواجهون الاعتقال والتعذيب؟! ومنذ تولى أبي بكر البغدادي قيادة التنظيم في 16 مايو 2010م تحولًّت البنية التنظيمية للفرع العراقي في هذه الحقبة، نتيجة سيطرة عدد من العسكريين البعثيين، الذين نشأوا في المؤسسة العسكرية في عهد صدام، مثل حجي بكر، وأبو مسلم التركماني، وأبو عبد الرحمن البيلاوي، وأبو أحمد العلواني، وأبو مهند السويداوي، ومحمد الندى الجبوري وغيرهم من قادة وأركان حرب "الدولة".([1])
      وذهب الباحث في الحركات الإسلامية الأستاذ أسامة شحادة إلى أنَّ: "هؤلاء العسكريين – يقصد قادة داعش من البعثيين- لم يفقدوا حسَّهم الأمني ورؤيتهم الخاصة، ولكنهم رأوها فرصةَ سانحةَ لتوظيف هذه الطاقات الكبيرة في مشروع العسكريين البعثيين، وينقل هؤلاء عن يونس الأحمد -أحد القيادات البعثية- قوله: "سنقاتل الأمريكان حتى آخر سَلفيٍ جهاديٍ"! ونقل الدكتور العراقي حيدر سعيد في مقاله "البعث وداعش 2" - في صحيفة الغد الأردنية (3/ 6/ 2015)- عن أحد القيادات العسكرية السابقة في داعش أنَّهم هم من يسيطرون على التنظيم، وليس الخليفة إبراهيم عواد! وأنَّهم بوارد البحث عن حلٍ سياسيٍ!".
     ويضيف: "وهذا يتفق مع بعض شهادات العرب المنشقين عن داعش، والذين صدموا بقلة التدين عند القيادات العسكرية الكبرى التي تدير تنظيم الخلافة، وأنَّهم لا يقيمون وزنًا للشريعة الإسلامية، مثل شهادة أبي الوليد المهاجر وشهادة أس الصراع، ومن آخر هذه الشهادات شهادة السعودي هماء الغيث التي عنون لها بـ "رأيت ولم أسمع"؛ مما يؤكد أن هؤلاء القادة العسكريين هم الذين يوظفون الجهاديين في مشروعهم! ولذلك؛ تجد أن غالب منظري (التيار الجهادي) في العالم يعارضون داعش وخلافتها بشدة. وبناء على ذلك يمكن أن نستنتج أنَّ فكرة قيام دولة العراق اﻹسلامية في عهد أبي عمر البغدادي هي فكرة العسكر البعثيين، الذين تُشَكِّلُ فكرةُ الدولة هاجساً فقدوه، بخلاف الجهاديين، ولذلك رفض كثير من أنصار قاعدة العراق فكرة الدولة، أو على الأقل الشكل الذي ظهرت فيه؛ لأنَّه تشويه لصورة الدولة في الإسلام، ولعلَّ من أبرز هؤلاء المنكرين على قاعدة العراق إعلان دولتهم كان الشيخ حامد العلي من الكويت، ويلحق بهذا الاستنتاج أنَّ سياسة دولة العراق الإسلامية في محاربة بقية الفصائل الإسلامية، كما لا تزال تفعل داعش اليوم، هي بدافع رفض البعثيين دومًا لأي شراكة في السلطة!".([2])
       ويبيِّن الكاتب العراقي صباح العجاج كيف ارتبط جماعة من البعثيين العراقيين بالمخابرات السورية؟، فيقول: "تشير المعلومات العراقية الأولية أنه في سنة 2007م وتحديداً في سوريا حاول جناح يونس الأحمد من حزب البعث العراقي([3]) أن يوجد علاقة وطيدة بين قاعدة العراق وبين النظام السوري بمساعدة فوزي الراوي([4]) ونجح في الوصول إلى تنسيق دقيق بين المخابرات السورية وتنظيم القاعدة، واشتهرت بعد ذلك مقولة ليونس الأحمد: (سنقاتل الأمريكان بآخر سلفي جهادي)، والغاية من هذا التنسيق هو اختراق إيران وسوريا للقاعدة، وتوجيه تنظيم القاعدة لخدمة السياسة الإيرانية في العراق، وقد أحسَّت الحكومة العراقية بذلك، واشتكى رئيسها نوري المالكي علناً سنة 2010م للعالم من سوريا، وصِلتها بالتفجيرات في العراق، وأراد تقديم شكوى للأمم المتحدة، فقد كان أفراد تنظيم القاعدة يومها (دولة العراق) يسرحون ويمرحون في بلاد الشام، أمَّا من لم يكن عنده تنسيق مع المخابرات السورية فكان يعتقل، أو يطارد، وهكذا أصبح قسم من حزب البعث العراقي ينسق مع الأجهزة الأمنية السورية، ومع تنظيم القاعدة في العراق، وأسفر هذا التنسيق عن التحاق بعض الضباط السوريين بالتنظيم في العمق، وقد لمَّح النظام السوري مراراً لأمريكا أنَّه مستعدة للتنسيق معها في مضمار مكافحة الإرهاب، مقابل تخفيف الضغط على سوريا في ملف مقتل الحريري، أو في ملف الاتهامات الغربية لسوريا بدعم القاعدة في العراق".([5])
     إنَّ كون معظم قيادة تنظيم داعش من العراقيين هو ما تنبَّه له عدد من مشايخ تنظيم الدَّولة، فهذا أبو ريتاج العراقي كان من أشدِّ المحذِّرين منهم، وكان يقول عن ضباط البعث المعتقلين معه: "لا تزال أقلام البعث تقطر من دمائنا، فكيف يقودوننا؛"،([6]) ويذكر أنَّ تنظيم داعش يضع في الواجهة أمراء من أهالي المنطقة، إلا أنَّهم لا يملكون القرار، وإنَّما القرارات والأوامر تأتي من الأمراء العراقيين بشكل خاص، ومن قبل قيادة الدَّولة الإسلامية المركزية، واستنادا لمصادر متعددة غربيه ، وشرق أوسطيه، وعراقية غير رسمية، فإنَّ البغدادي وجميع مساعديه عراقيون، ولا يقبل البغدادي أيَّ قيادي ميداني من جنسية أخرى، لأنَّه شديد الحذر والتوجس من الاختراق والغدر به.([7])
      يقول أبو أحمد -أحد المجاهدين الذين تركوا داعش-: "بعد إعلان الدَّولة وبيعتها، دَخَل في الدَّولة الغثّ والسمين، وبايع كثير من كتائب العراق، وكثير منهم دخلوا ليُحصِّلوا منصبًا، أو ليَخْترِقُوا الدَّولة، وهو الأهم، فـَدَخَلَ في الدَّولة كَثيرٌ من ضُبّاط الجيش العراقي البعثي المنشقِّـين عن الجيش العراقي الحالي، وقيل إنَّهم أظهروا التوبة، مع أنَّهم لم يتبرؤوا علانية من حزب البعث، لذلك بَقـيَتْ فيهم عقلية البعث وأفكاره المعادية للإسلام، من حيث يدرون، أو لا يدرون".([8])


[1]- انظر سيكولوجيا داعش، منتدى العلاقات العربية والدولية، 28 سبتمبر 2014م:حمزة المصطفى وعبد العزيز الحيص. وسؤال كبير كيف تشكّلت داعش؟ (1-2)، العربي الجديد، 20 أغسطس 2014م.
[2]- حقيقة دور العسكريين البعثيين في داعش: أسامة شحادة، نشر يوم السبت 27 يونيو 2015م، موقع التقرير(http://altagreer.com).
[3]- انقسم حزب البعث في العراق إلى قسمين: قسم صغير مع يونس الأحمد، وقسم كبير مع عزة الدوري.
[4]- عراقي من مدينة راوة العراقية قرب الحدود العراقية السورية، وهو بعثي موالٍ لحزب البعث في سوريا ولعب دورا مهما في تقريب المقاومة العراقية من النظام السوري، وحزب البعث العراقي إلى النظام السوري.
[5]- داعش والقاعدة وإيران والغرب، متى تنتهي اللعبة؟: الكاتب العراقي صباح العجاج، الأربعاء 27 أغسطس 2014م، موقع الراصد (www.alrased.net).
[6]- حول داعش كما يذكر مجاهد خرساني: أبو أحمد مِنْ مُجاهدي خُراسان والعراق والشام الآن. مُراجعة وتعديل: أبو طلحـة مـالك إحْسان العـُـتيْـبي(https://justpaste.it/da3shtrue).
[7]- انظر وثائق خطيرة تكشف أسرار وحقيقة تنظيم الدَّولة الإسلامية في العراق والشام: عزيز الدفاعي، الثلاثاء، 18 شباط 2014م.
[8]- انظر المصدر السابق، والحلقة الثالثة من حلقات كواليس الثورة : داعش من الألف إلى الياء: للباحث موسى الغنامي، مصدر سابق.

أ. د صالح حسين الرقب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق