الاثنين، 23 يوليو 2018

أسباب ظهور الأفكار التكفيرية:


1- محاربة الأنظمة المستبدة في العالم الإسلامي للدعاة المخلصين والحركات الإسلامية المعتدلة، وزجهم في السجون وتعذيبهم, وشعور الشباب المسلم بغربة الإسلام في ديار الإسلام.
-2 الاضطهاد والظلم والاستبداد السياسي، والسجون والمعتقلات، وما فيها من معاملة سيئة، وتعذيب شديد، واستشهاد الشباب المسلم تحت التعذيب.
 -3
الفساد المالي والأخلاقي، وخاصة من أفراد السلطة الحاكمة.
-4  عدم القيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
 -5الجهل وقلة الوعي الديني، وعدم فهم الإسلام على حقيقته.
 - 6
الفتاوى المضللة من مشايخ السلطة الظالمة.
7- شعور بعض الشباب المسلم بالاستعلاء علي الغير- نتيجة الجهل- بالعبادة التي يمارسها.
8- انتشار مظاهر الرذيلة، والتي يشاهدها المسلم في المجتمعات الإسلامية.
- 9 السخرية من الإسلام عقيدة وشريعة عبر المنابر الإعلامية الرسمية من قبل الإعلاميين والكتاب المناصرين للأنظمة الظالمة، وتشجيع هذه الأنظمة لهم.


       إنَّ ممَّا يدلَّ على استهانة جماعة داعش بالدماء المسلمة، سواء دماء المنتمين لداعش، أو غير المنتمين لها، شهادة الشيخ عبد الله المحيسني، حيث شاهد بأمِّ عينيه عدةَ حوادث تدلُّ على هذه الاستهانة، واستعدَّ أن يباهل جماعة داعش عليها. وذكر من ذلك: "حادثة داركوش"، فقال: "كنت في الساحل عند أبي أيمن العراقي أمير الدولة هناك، فكنت أنصحه أن لا يستخدم المفخَّخات حتى لا يستطير الخلاف، فقال لي: اليوم بعثنا مفخَّخة لداركوش. وكان ذلك يوم الخميس، وكان هنالك أفراد من الجيش الحر(سيئين)، فانطلقت فوصلت بعد تفجيرها بساعات، فاعترضني أفراد الجيش الحر واعتقلوني، وأقسمت لهم أنِّي لست طرفاً في النزاع، فوصلت لمكان الحادث فرأيت عظام منفذ العملية وأشلاءَه، وعجبت من مكان التفجير !فليس هنالك ثكنة ليفجرها!.. فإذا به قد نفَّذه بجوار محطة مياه تقع قبل الحاجز بمائتي متر، قَتَلَ فيها نفسه، وقيل: وقتها أنَّه قتل حارس المحطة، فسجلت شهادتي ونشرتها. ثمَّ تبين أنَّ الرجل الحارس لم يستشهد، بل أُصيب إصابات بليغة، ومازال حياً إلى هذه اللحظة، ومسكنه الآن في عزمارين".
        وذكر الشيخ عبد الله المحيسني حادثة أخرى، فقال: "أرسلوا ثلاث مفخَّخات وقفتُ عليها على مقر مدرسة المشاة، كلُّها خارج المدرسة، وثالثةً في أورم استهدفوا حاجزاً للزنكي فقُتِلَ شاب عمره ١٧ عاماً، لا علاقة له بالأمر، هنا انطلقت إلى الأنباري الرجل الثاني في الدولة، وقلت له: يا شيخ أدرك الساحة، اتق الله في أمة محمد صلى الله عليه وسلم! قال: نحن جرَّبنا الحروب. قلت: لكم سياسة الحروب، ولنا كطلاب علم أمر الفتيا! هذه المفخَّخات لا تجوز وهي تقتل أبرياء !فذكرت له الأخبار التي شاهدتها، فقال كلمة تهتز لها الجبال، وأباهل عليها، قال: "مفخَّخة تقتلُ عشرين فيرتعب البقية."!! قلت: رجالك يقتلون أنفسهم، ولا يضرون، حتى من تسمونهم مرتدين، قال: يكفي الرعب !!وحين اقترب انفجار آخر، قلت: يا شيخ أنقذ هؤلاء الذين معك، وَوَافِقْ على محكمة بينكم تحكم بشرع الله.. فالأخوة سيقتَّلون، فقال: هم جاءوا ليموتوا!!
       ثمَّ ذكر الشيخ عبد الله المحيسني حادثة أخرى تبين استهانتهم بالدماء، فقال: "أوقفني رجل في الطريق يرتجف، قلت: ما بك؟، قال: حاجز الدولة هذا قتل سائق سيارة قبل قليل أمامي، فانطلقت للحاجز، وجدت شاباً صغير السن، فقلت له: هل قتلت سائق السيارة قبل قليل؟ قال: نعم، قلت: كيف ذاك؟ قال: مرَّت السيارة بالحاجز فأوقفتها، فسألت صاحبها من أين أنت؟ قال: من الأتارب من فصيل كذا. فقلت: إنزل فرفض، فرجعت للوراء ودرَّزته بالرصاص !أخذت اسمه وبلَّغتُ الأنباري، فغضب من الجندي القاتل، وانتهى الموقف!
    وأضاف: قلت للأنباري: يا شيخ كنت في فضائية الجزيرة أذبُّ عنكم أي (الدولة)، وكنتم تُشَوَّهون من قبل الإعلام، فحبذا لو أخرجتم نفياً لكل عملية مفخخة لم تصدر منكم !فغضب وقال: نحن أعلم بما نعلن وننفي!."
    وعقَّب الشيخ عبد الله المحيسني على شهادة فيما رأى فقال: "ما سبق نماذج يسيرة ممَّا شهدت في تهاونهم في دماء المسلمين، وكانت بالنسبة لي فيصلاً، كيف وأنا اقرأ قوله صلى الله عليه وسلم: "من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة، جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله".([1])
        ومن استهانة جماعة داعش بالدماء المسلمة: المجازر التي ارتكبتها داعش بحق عشيرة آل بو نمر السنية في العراق، وبحق قبيلة الشعيطات في سوريا.([2])
      وقد قتلت داعش من أفراد جبهة النصرة ما يقرب من سبعمائة شخص كما ذكر أبو محمد الجولاني في برنامج بلا حدود الذي يقدمه الإعلامي أحمد منصور عبر قناة الجزيرة.


[1]- نشر حديث الشيخ عبد الله المحيسني في موقع "https://justpaste.it/jwvc"
[2]- تغريدات د محمد السعيدي حول ماذا فعلت داعش؟


أ. د صالح حسين الرقب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق