ثقافة المعارضة
لا شك ان ابرز ما تقوم عليه الدموقراطية هي
شيئ إسمه " الفرد" , فرد ذو مواقف و مبادئ معينة يؤمن بها و مستعد
ليموت
من أجلها ومن أجل حقوقه ليضمن بذلك حياة تستحق أن تسمى حياة كرامة و مواطنة, و
يستحق يها الفرد ان يسمى مواطن , و
لشك أن الفرد المواطن هو ذلك الانسان الذي يجعل
المصلحة الجماعية فوق المصلحة الشخصية.
هذه المواصفات
جاءت لتمحي عن الأفراد صورة الرعية العمياء صور تلك القطيع التي خلقت للامتثال فقط
, تلك القطعان
التي تتفرج على أحد أفرادها حتى تأكله الذئاب ثم تكون طبعا الضحية
الموالية .
من خلال هذه
المفارقة أجد نفسي مباشرة أمام مصطلحين اثنين "المواطن" و
"الرعية", الاول أجده موجودا في
المجتمعات الاخرى الغربية طبعا بأعداد
كثيرة أما الثاني فليس بعيدا عني اراه صباح مساء في الجامعة في الشارع على
التلفزيون في
الادارة في السجن , ربما أكون واحدا منهم لما (من عاشر قوما أربعين
يوما صار منهم ) .
السؤال – لماذا في الغرب يقيم
الفرد الدنيا و يقعدها بسبب بيطري أخطئ في التقدير وكتب دواءا غير مناسب فسبب في
موت كلب
صغير .
و هنا في وطني للظلم
فيه ظل , و لا من يحرك ساكنا , الأفراد هنا يطغى عليهم الجبن و السداجة و
الامبالاة أناس بلا قناعات و
لا مبادئ يموت من أجلها .
في مجتمعنا
مصطلحات أو بالاحرى كلمات لها قوة خارقة
في التحفيز مثل "الهمة" و "الرجولة" و
"الجهاد" هذا الاخير
مثلا , نكاد نجده لا يتجاوز الحقل الديني , لما لا
نربطه بالحقل المدني اربطه به لاجاهد لنزع حقي من هذا المتسلط أو ذاك او هذه الجهة
او تلك .
بعد هذه
المقدمة النظرية أنزل الى الواقع لأوضح رسالتي
أكثر , والامثلة على أرض لواقع لا تعد ولا تحصى , قبل
أيام فقط اتى
"غلاب" بمدونة سير جديدة تعتبر بالنسبة لي كبناء سد فوق أطنان وحل ,
وضعت هذه المدونة بلا استراتيجيات محددة ولا
دراسات كافية و لا ولا ... , فبين
عشية وضحاها تم الشروع في تطبيقها رغم الضجة و الاضرابات التي ضدهل على مدى شهور
طويلة الا
ان اصوات أبناء هذا الوطن الجريح من مواطنين و رعايا لا يستطيعوا أن
يديرو وجه غلاب صوبهم , لتستمر انتهاكات الدولة ضد
رعيتها و مواطنيها .
عجبا , أين كان غلاب و نوام
البرلمان المصوتين لصالح المدونة من التفكير في تداعيات هذا الفيروس حيث لم يمض
على بداية
تطبيق المدونة إلا أقل من أسبوع حتى إشترى أبناء بعض المناطق في الجنوب
الطماطم بـ مبلغ 25 درهم للكيلوغرام الواحد لتسبب
المدونة في مجاعة . هنا اتسائل ؛
ما علاقة أسعار الخضر بالمدونة و هل سيأتي يوم تأثر فيه الطماطم في مدونة سير
جديدة لانني انتظر
مدوانات سير مع كل وزير "كاطو " الا وهو المدونة .
نعم هذا هو منطق
تفكير غلاب أو بالاحرى المتخصصون و أهل الكفاءة العالية الذين وضعو المدونة نسوا
ان ترابطات
القوانين و العواقب والنتائج داخل المجتمع جد متشابكة . وهذه القواعد و
الفلسفات لا يفقهها نوامنا البرلمانيون المصوتين لصالح
المدونة الغلابية و تسبب
لهم الدوران بل منهم لم يقرأها بتاتا و صوتو ا وفق قاعدة نوامية محضة "هاد الوزير كليان مزيان كايطهلا "
"اوهادا دين الكلب مايسواش", او منهم من لا يكترث و يعود الى لعبة
الصغار " اباجدي اوريني اش غاندي" .
محمد أيت الحافظ
نشر بجريدتي :
أخبار سوس(إلكترونية) دجنبر 2010
الاسبوع الإعلامي عدد 38 يناير 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق